أداة إلكترونية تفاعلية قد تساعد في خفض وفيات سرطان الرئة



أطلقت الجمعية الأمريكية للسرطان، أداة إلكترونية تفاعلية جديدة، لمساعدة الأطباء والعاملين في مجال الصحة على مستوى الولايات الأميركية والمجتمعات المحلية، في تصميم استراتيجيات مخصصة لخفض معدلات وفيات سرطان الرئة وتحسين فرص الكشف المبكر والعلاج. 

الأداة المعروفة باسم "أداة التخطيط للمبادرات على مستوى الولايات"، وُصفت بتفصيل في دراسة منشورة بدورية "كانسر" العلمية.

ويعد سرطان الرئة أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بالسرطان على مستوى العالم، ورغم التقدم الطبي، لا تزال معدلات الفحص المبكر متدنية، ما يؤدي إلى تأخر التشخيص وتراجع فرص العلاج وانخفاض نسب البقاء على قيد الحياة.

لذا؛ أنشأت الجمعية الأمريكية للسرطان في عام 2017 "المائدة الوطنية المستديرة لسرطان الرئة" كمنصة تجمع بين أكثر من 200 جهة من القطاعين العام والخاص والمنظمات غير الربحية، بما يشمل مؤسسات طبية وجامعات ومراكز أبحاث وهيئات حكومية، بهدف توحيد الجهود لتقليل وفيات المرض.

وضمن هذه المبادرة، تولت مجموعة العمل المعنية بالمبادرات على مستوى الولايات الأميركية، مهمة تطوير الأداة الإلكترونية لتزويد كل ولاية أو منطقة بخطة موارد مخصصة تراعي احتياجاتها الفعلية، اعتماداً على عوامل مثل التمويل المتاح، والسياسات الصحية، ومستوى مشاركة مقدمي الخدمات الطبية، ورؤية المجتمع تجاه المرض.

تم تطوير الأداة من خلال اجتماعات ومقابلات واختبارات قابلية الاستخدام، مع مراجعة شاملة لمحتوى الموقع وتصميمه كل أسبوعين، إضافة إلى جمع آراء المستخدمين عبر استطلاعات. وتسمح واجهة الأداة بتوجيه المستخدم إلى توصيات ملائمة لطبيعة التحديات في منطقته، سواء كانت تتعلق بالبنية التحتية أو الثقافة الصحية أو الموارد البشرية.

ويقول الباحثون إن أحد المحاور الرئيسة للأداة، هو ضمان المساواة في الحصول على الخدمات، إذ حرص الفريق العلمي على تجنب تركيز التدخلات على المناطق ذات الموارد الأفضل وإهمال المجتمعات المحرومة، تجنباً لتوسيع الفجوات الجغرافية والديموجرافية والثقافية في نتائج سرطان الرئة.

المؤلف الرئيسي للدراسة، روبرت سميث، قال: "دائماً ما يقال إن كل الصحة العامة محلية، وهدفنا هو تزويد القادة المحليين والمتخصصين الصحيين والناشطين بالأدوات التي تمكنهم من تصميم برامج فعّالة ومخصصة لتعزيز السيطرة على سرطان الرئة في ولاياتهم"، وأضاف: "من بين الإنجازات العديدة للمائدة الوطنية، يظل تطوير هذه الأداة في مقدمة القائمة".

وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية، إلى أن سرطان الرئة يتسبب في وفاة ما يزيد على 1.8 مليون شخص سنوياً، وهو أكثر أنواع السرطانات فتكاً. رغم فعالية الفحص بالتصوير المقطعي منخفض الجرعة في تقليل الوفيات، إلا أن معدلات تبنيه ما تزال منخفضة حتى في الدول ذات النظم الصحية المتقدمة. وتشمل التحديات نقص الوعي، والحواجز الاقتصادية، والتفاوت في توزيع الموارد بين المناطق. 

{وتمثل المبادرات الموجهة محلياً، مثل أداة التخطيط الجديدة، اتجاهاً متزايداً في الصحة العامة لربط القرارات بالواقع الميداني بدلاً من الاعتماد على استراتيجيات موحدة على مستوى الدولة.

ويقول الباحثون، إن الأداة الجديدة قد تشكل نقطة تحول في معركة مكافحة سرطان الرئة، إذ تجمع بين البيانات الدقيقة والتخطيط الميداني المخصص، وتضع العدالة الصحية في صلب استراتيجيتها؛ وإذا ما نجحت في رفع معدلات الفحص وتوسيع نطاق العلاج المبكر، فقد تسهم في خفض ملموس في وفيات هذا المرض الذي لا يزال يتصدر قائمة السرطانات الأكثر فتكاً حول العالم.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology