إجراء عملية جراحية معقدة الأولى من نوعها لطفل بمستشفى الملك المؤسس



 نجح فريق طبي في مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي من إجراء عملية جراحية معقدة ونادرة لطفل يبلغ من العمر ثماني سنوات في إنجاز طبي غير مسبوق على مستوى المملكة، أستمرت لأكثر من سبع ساعات وتُعد الأولى من نوعها في الأردن.

وبحسب بيان صادر عن المستشفى، اليوم الإثنين، تم خلال العملية إجراء تحويلة وريدية بين الوريد المساريقي العلوي والوريد البوابي الأيسر، بإستخدام الوريد الوداجي الداخلي، الذي تم إستخراجه من الرقبة.



وقال إستشاري جراحة الكبد والبنكرياس وزراعة الأعضاء الدكتور خالد علي عبيدات إن العملية أُجريت بنجاح بالتعاون مع نخبة من الأطباء والكوادر الطبية المتخصصة، في عملية وُصفت بالمعقدة والدقيقة نظراً لحساسية الحالة وصغر عمر المريض.

وأضاف أن العملية جاءت بعد معاناة أستمرت أكثر من ثلاث سنوات، حيث كان الطفل يعاني من نوبات نزيف متكررة من المعدة والمريء، حيث أظهرت الفحوصات الطبية وجود دوالي مريئية ناجمة عن إنسداد في الوريد البوابي، نتيجة تكون خثرات دموية خارجه.



وعقب تقييم الحالة من قبل فريق طبي متخصص ضم: الدكتورة هناء غرايبة، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي والكبد لدى الأطفال والدكتور مأمون العمري إستشاري الأشعة التداخلية والدكتور خالد عبيدات إستشاري جراحة الكبد وزراعة الأعضاء، تبين بعد التقييم الدقيق أن الإنسداد يقتصر على الجزء الخارجي من الوريد البوابي بعد التأكد من أن الإنسداد يقع خارج الكبد، مع عدم وجود أي تليف أو تشمع في الكبد تقرّر ضرورة إجراء العملية مما جعل الطفل مرشحاً مثالياً لإجراء هذا النوع من العمليات النادرة.

وبين عبيدات ان العملية تكللت بالنجاح بإستخدام تقنية توصيل الوريد المساريقي العلوي بالوريد البابي الأيسر عبر الوريد الوداجي الداخلي، وأظهرت صور الأمواج فوق الصوتية ما بعد العملية كفاءة التوصيلة الوريدية، فيما بدأت المؤشرات السريرية بالتحسن، ومن أبرزها إرتفاع مستوى الصفائح الدموية وتراجع النزيف وإختفاء دوالي المريء ولوحظ تحسن كبير في حالة الطفل وخرج من المستشفى وهو بحالة صحية جيدة دون تسجيل أي مضاعفات بفضل الله.

وأوضح أن أهمية العملية تكمن في أنها تسهم بمنع النزيف المعدي المتكرر، وتُساعد على إختفاء دوالي المريء وعودة الطحال المتضخم إلى حجمه الطبيعي وتحسن عدد الصفائح الدموية، ما يُعزز جودة حياة المريض بشكل كبير وفي نفس الوقت تمنع تكون تسمم الدماغ الكبدي (encephalopathy) وتمنع من تدهور حالة الكبد إلى التشمع في المستقبل مما يساعد على تجنيب المريض الحاجة إلى زراعة الكبد، في قصة طبية تُضاف إلى سجل الإنجازات النوعية التي يحققها المستشفى.



من جهته، عبّر مدير عام مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي الأستاذ الدكتور حسان البلص عن فخره وإعتزازه بالكوادر الطبية والإدارية في المستشفى، وبالجهود الكبيرة المبذولة في تقديم أفضل الخدمات الصحية للمرضى والمراجعين، مشدداً على أهمية الإستثمار في العنصر البشري بإعتباره الركيزة الأساسية لأي نظام صحي ناجح.

وبين مدير الدائرة الطبية الدكتور عاصم القضاة أن هذه النجاحات تميز بها أطباء المستشفى في مختلف التخصصات وهو ما يدل على المستوى العالي والكفاءة المهنية المتميزة التي يتمتع بها اطباء المستشفى على إختلاف تخصصاتهم.

وشارك في إنجاز هذا العمل الطبي فريق متخصص ضمّ: الدكتور محمد الهزايمة أخصائي التخدير وفريقه والأطباء المقيمين الدكتور خليل أيوب والدكتور أحمد عماش وطاقم التمريض رهام بيدس، عطاف بطاينة، أحمد طواها، وريم حداد.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology