تدقيق امتحان OSCE في الأردن خلال العقد الماضي: هل نقوم به بشكل احترافي؟




اللواء الطبيب المتقاعد عادل الوهادنه

يُعدُّ امتحان (OSCE) الفحص السريري الموضوعي المنظم ركيزة أساسية في تقييم المهارات السريرية لطلبة الطب والأطباء المتدربين في الأردن، سواء في الجامعات الطبية أو امتحانات المجلس الطبي الأردني. خلال السنوات العشر الماضية، تطورت ممارسات التدقيق لضمان النزاهة والدقة، ولكن لا تزال هناك تحديات تحتاج إلى معالجة.

إيجابيات تدقيق امتحان OSCE في الأردن:

 1. تحسّن مستوى التوحيد القياسي – اتجهت الجامعات والمجلس الطبي الأردني إلى اعتماد معايير موحّدة، مما عزّز النزاهة والموضوعية في التقييم.

 2. دور الجهات التنظيمية – وضعت الجامعات الطبية والمجلس الطبي الأردني إرشادات لتدقيق الامتحان، مما زاد من مصداقيته.

 3. تحسين تدريب الفاحصين – تم بذل جهود لتدريب الفاحصين على تقليل التحيّز وتحقيق الاتساق في التقييم، مما عزّز دقة الدرجات.

 4. زيادة استخدام التكنولوجيا – بدأت بعض المؤسسات بتطبيق تقنيات مثل تسجيل الفيديو والأنظمة الرقمية لتسجيل الدرجات، مما ساعد في التدقيق بعد الامتحان.

 5. آليات تقديم التغذية الراجعة – أصبح هناك اهتمام أكبر بمراجعة أداء الممتحنين بعد الامتحان، سواء من خلال تحليل البيانات أو جلسات التغذية الراجعة مع الفاحصين.

التحديات والنقاط التي تحتاج إلى تحسين:

 1. تفاوت مستوى التدقيق بين المؤسسات – بينما تعتمد الجامعات الكبرى تدقيقًا منظمًا، فإن بعض المؤسسات الأصغر لا تملك نفس المستوى من الرقابة.

 2. محدودية الموارد – تشكّل القيود المالية واللوجستية عائقًا أمام تنفيذ عمليات تدقيق شاملة، خاصة في المؤسسات العامة.

 3. تباين تقييم الفاحصين – رغم الجهود المبذولة في التدريب، لا يزال هناك تفاوت في معايير التقييم بين الفاحصين.

 4. ضعف استخدام التحليل الإحصائي – يعتمد التدقيق في الغالب على الملاحظات النوعية بدلًا من الأساليب الإحصائية الدقيقة، مثل تحليل أداء المحطات وقياس تماسك التقييمات بين الفاحصين.

 5. التركيز على المهارات العملية أكثر من التفكير السريري – في حين أن الامتحان يقيس المهارات العملية بفعالية، فإن تدقيقه نادرًا ما يتطرق إلى تقييم مهارات التفكير النقدي واتخاذ القرار.

هل نقوم بتدقيق امتحان OSCE بشكل احترافي؟

 • في المؤسسات الرائدة (مثل الجامعة الأردنية، جامعة العلوم والتكنولوجيا، الجامعة الهاشمية، المجلس الطبي الأردني): عمليات التدقيق منظمة إلى حد كبير، مع وجود معايير واضحة، وتدريب للفاحصين، واستخدام محدود للتكنولوجيا الحديثة.

 • في الجامعات والمستشفيات الأخرى: لا يزال هناك تفاوت في معايير التدقيق، وبعض البرامج تفتقر إلى إجراءات مراجعة قوية بعد الامتحان.

 • من المنظور التنظيمي: رغم وجود إطار تنظيمي، إلا أن الالتزام به وتنفيذه بشكل متساوٍ عبر جميع المؤسسات لا يزال بحاجة إلى تحسين.

كيف يمكن تعزيز مهنية تدقيق OSCE في الأردن؟

 1. توحيد المعايير على المستوى الوطني – وضع بروتوكول تدقيق موحّد وإلزامي لجميع المؤسسات الطبية.

 2. دمج التحليل الإحصائي والذكاء الاصطناعي – استخدام البيانات لتحليل أداء المحطات، وقياس تناسق التقييمات، واكتشاف أي تحيّز محتمل.

 3. تحسين تدريب الفاحصين بشكل دوري – إجراء تدريبات مستمرة للتحقق من مستوى التقييم وضمان الاتساق بين الفاحصين.

 4. زيادة الشفافية وتعزيز التغذية الراجعة – تقديم ملاحظات موضوعية للطلبة بعد الامتحان استنادًا إلى بيانات التدقيق.

 5. الاستثمار في البنية التحتية – توسيع استخدام التكنولوجيا لتسجيل وتحليل أداء الطلبة والفاحصين.

الخلاصة:

شهد تدقيق امتحان OSCE في الأردن تطورًا ملحوظًا خلال العقد الماضي، خاصة في المؤسسات الكبرى، لكنه لا يزال يواجه تحديات تتعلق بالتفاوت بين المؤسسات، ونقص الموارد، وعدم الاستفادة الكاملة من التحليل الإحصائي. يمكن تحسين مهنية التدقيق من خلال تعزيز التوحيد القياسي، وتوظيف التكنولوجيا، وتكثيف التدريب، لضمان عدالة وموثوقية الامتحانات السريرية في الأردن.



إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology